اصداراتنا
|
Wednesday, 12 December 2012 00:17 |
من هي المرأة ؟ للأستاذة/ آمال حجر* هل المرأة أنثى فقط؟ أهي جسد خلقه الله عز وجل لأجل متعة الرّجل وإنجاب الأطفال للحفاظ على نوع الإنسان من الإنقراض؟ ألِأجل ذلك خُلِقَتْ ؟! ألِذلك كان الهَمُّ كلّ الهمّ هو الاهتمام بالزينة، وتنعيم البشرة ورشاقة القوام، وإزالة الشَّعر الزائد من الجسم، وأمّ المشاكل هي تنطيب الحاجبين أجائز أم لا !
العُمرُ يُهدَرُ في البحث الدؤوب عن الموضة، والدّوامُ المنتظم في صالات الأفراح؛ لاستعراض الجسد في أجمل حلة بحَسَب ما يراه المجتمع ذوقاً وأناقة . يا خادمَ الجسمِ كمْ تَسعى لِخـدمتِــهِ أَتَطلُبُ الرِّبْحَ ممّا فيه خُسْرانُ
أَقْبِلْ على النّفسِ فاستكمِلْ فضائِلَها فأنتَ بالرُّوحِ لا بالجسمِ إنسانُ مجتمعٌ يُؤمنُ بقاعدة محفورة في عمقه " ليس للمرأة إلا الزوج أو القبر",ليس للمرأة خروج مِن دارها سوى مرتين؛ مرّةً إلى بيت زوجها ومرّةً ثانيةً إلى قبرها. فالمرأة بلا زوج ناقصة في عين المجتمع , أما إذا تطلقتْ المرأة فهي حينئذٍ شيطان رجيم، يرمقها الناس بعيون السخرية والازدِراء، وكان الأَوْلى بها أن تعيش حياة القهر والمهانة والظلم مع ذلك الزوج حتى تستتر بسقف الزوجية الذي يردع عيون الناس ونظراتهم .. وإن كان باطنه العذاب فالنموذج الرائع للمرأة أنها زوجة لديها أسرة تلد وترضع وتربي الأولاد (للأسف تربية جسدية فقط ) وتعتني كل العناية بعشها الجميل وبأنوثتها الناعمة فتتسابق هي ومَن على شاكلتها إلى مجالس النساء في المناسبات المختلفة (التَّفْرِطَة ) لاستعراض ما وصلن إليه والمصيبة والطامة الكُبرَى أن تؤمنَ المرأةُ بهذه الثقافة الميتة المدمِّرة لِكيانها وحياتها. وفي المقابل أيضاً المرأة (الأنثى) التي ترى الرجل (الذكر) كمالاً ونموذجاً مثاليّاً . فهي تسعى بكل قوة للمطالبة بالحريات والحقوق للتساوي مع مثالها الأعلى الرجل. فترى أنّ الحريّة والانطلاق في الحياة هو خَلْعُ الحجاب، لأنه سبب التخلُّف والتراجع . ولا بدَّ لها من التمتع بأنوثتها وإظهار مفاتنها ومزاحمة الرجال في أدوارهم التي هي ذكورية في الدرجة الأولى وبعيدة كل البعد عن الكمال الإنسانيّ. أمّا المرجع التي تنادي به فهو المواثيق والمعاهدات الدولية التي صاغها رجال السياسة والاقتصاد والقانون والفلسفة والاجتماع ...إلخ. أمَّا القرآن المجيد فقد وَلَّى عصرُه وأوانه، ولا يُواكب الحضارةَ اليومَ، ولا يتوافق مع طموحها وتطلعاتها . والنتيجة : غرابٌ تعلّم مَشْيَ الحَمَام وقد كان أتقن مَشيَ الحجل فضاع ما بين هذا وذا فلا ذا تأَتَّى ولا ذا حصل أختي أرجوكِ أنْ تُجيبي عن هذه التساؤلات بجدِّيّة : ما دوركِ في هذا الوجود ؟ المجتمع التقليديّ يريد، والمجتمع الدولي يريد، والزوج يريد، والأبناء يريدون، والصديقات يردْنَ. وأنتِ.. ما الذي تريدينه ؟ هل الزواج وتربية الأولاد نقصٌ في حق المرأة أمْ كمال، أم أنه دورٌ يرتبط بدورٍ أعلى وأكمل ؟ هل الرجل مقياس للكمال؛ فتنادي بالتساوي به والصعود إليه أم أنّ للرجل والمرأة دوراً قد افتقداه ولا بدّ أنْ يبحثا عنه ويقوما به ؟ وأخيراً لماذا خلقكِ اللهُ في أتمِّ الكمال والبنيان ؟
-------------------------------------------------------
* أ/ آمال حجر رئيس مؤسسة الرسالية
|